البعض يرى الإذاعة مجرد صوت يواسي، لكنها في الواقع مدرسة للإبداع، فهي ليست مقتصرة على الصوت بل ترسم لوحات في ذهن المستمع عبر الموجات الإذاعية، عندما يكون المذيع مُلهمًا ومتمسكًا بمبادئ المهنة والحرفية، يُظهر الصوت جاذبيته، وخلف ذلك خلايا صحفية وتقنية تعمل جاهدة في إعداد الأخبار والتقارير والبرامج وكما قال الصحفي جيمس روبرتسون: “الإذاعة ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار والمعلومات، بل هي فن وعلم يتطلب مهارات متعددة لإيصال الرسالة بشكل فعّال”.
رغم تصاعد البودكاست وتحولات الإعلام، تبقى الإذاعة وفية لجمهورها، فهي تتجه نحو البودكاست ووسائط رقمية أخرى لتحقيق تفاعل أعمق وأقرب من جمهور هاجر قسرا، و “الإذاعة اليوم لا تقتصر على البث التقليدي، بل تتجه أيضًا نحو البودكاست ووسائط رقمية أخرى، مما يسهم في تحقيق تفاعل أعمق مع الجمهور.” كما أشارت الصحفية الإسبانية ماريا فرنانديز في حلقة من حلقاتها على البودكاست.
الإذاعة الحقيقية ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار ولكنها رافعة للوعي والتغيير الاجتماعي في عالم تغزوه الأخبار الزائفة، وتظل الإذاعة كنزًا للمعرفة الصادقة والموضوعية، وتبقى خدمة إعلامية رائعة في عصر الإعلام الجديد.
أسأل الله أن يديم النجاح والازدهار لكل الزملاء العاملين في الإذاعات الحقيقية، وأن يزيدهم قوة وتألقًا في خدمة المجتمع ونشر الوعي والمعرفة والأخبار الدقيقة.
النعمة ماء العينين | إعلامي وباحث في الإعلام
