هلا نيوز – الرياط
في سابقة غير مقبولة، شهدت إحدى اللحظات الرسمية لمراسيم حفل الولاء بمناسبة عيد العرش الـ26، توتراً مفاجئاً بعدما أقدم رجل سلطة برتبة قائد على تصرف غير مسؤول تمثل في توجيه عبارات السبّ والقذف، بل ونعت عنصري في حق “نفعي يارة” أحد الشخصيات المدنية المشاركة في الحفل، دون مبرر واضح، وأمام عدد من الشهود.
الحادثة، التي وُصفت بـ”المهينة” من طرف متابعين، وقعت في لحظة من المفترض أن تسود فيها أجواء الاحترام والوطنية والتقدير المتبادل، خاصة وأن المناسبة تكتسي طابعًا رمزياً كبيراً يتطلب أعلى درجات الانضباط والاحتراف في التعامل.
وحسب ما استقته هلا نيوز، فإن القائد بعمالة أوسرد لم يكتفِ بتجاوز اللباقة، بل أطلق أوصافًا مهينة فيها احتقار وعنصرية واضحة تجاه المعني بالأمر، وهو ما اعتُبر تعدياً سافراً على كرامة المواطن، واستغلالًا مرفوضًا للسلطة في غير محلها.
الواقعة أثارت استنكاراً واسعاً وسط الحاضرين وعدد من الفاعلين المحليين، الذين طالبوا بضرورة فتح تحقيق شفاف وشجاع، وترتيب الآثار القانونية على هذا السلوك الذي يضرب في العمق قيم المواطنة، ومكانة المواطن داخل مؤسسات الدولة.
وقد عبرت عدة أصوات عن أسفها من أن تصدر مثل هذه التصرفات عن رجل من رجال السلطة، كان من المفروض أن يُجسد صورة الدولة الرزينة والمنفتحة، لا أن يسيء إليها بسلوك عدائي واستعلائي يتنافى مع أخلاقيات الإدارة ومبادئ دولة الحق والقانون.
في ظل التحولات التي يعرفها المغرب، والدعوات الملكية المتكررة إلى تحديث الإدارة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة والإنصات للمواطن، يأتي هذا التصرف كخطوة إلى الوراء، تمس بمجهودات الدولة، وتشكل صورة سلبية لدى الرأي العام.
إن التهاون في التعامل مع مثل هذه السلوكيات يفتح الباب أمام تكرارها، ويفرض على الجهات الوصية أن تتحمل مسؤوليتها في حماية سمعة الإدارة، وضمان معاقبة كل من يسيء إلى قيم الدولة من داخلها.